الأربعاء 31 ديسمبر 2025 | 10:16 ص

الصحة تحذر: الذكاء الاصطناعي قد يضلل المرضى ويهدد سلامتهم

شارك الان

أطلقت وزارة الصحة المصرية تحذيرًا واضحًا من مخاطر الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، مؤكدة أن الاستخدام غير المنضبط لتطبيقات رقمية غير معتمدة قد يقود إلى تشخيصات خاطئة وتداعيات صحية بالغة الخطورة.
ويأتي هذا التحذير في ظل تزايد لافت لإقبال المواطنين على منصات إلكترونية وتطبيقات للذكاء الاصطناعي تقدم ما تُسميه «استشارات طبية فورية»، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن تجاوز هذه الأدوات دورها التقني وتحولها إلى بديل غير آمن للتشخيص الطبي المتخصص.
وفي هذا السياق، شدد الدكتور حسام عبد الغفار، مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم تطورها المتسارع، لا يمكن أن تحل محل الطبيب، لافتًا إلى أنها تفتقر إلى أدوات الفحص الإكلينيكي والخبرة الإنسانية الضرورية لتقييم الحالة الصحية بدقة.
وأكد عبد الغفار أن وزارة الصحة تتابع عن كثب انتشار هذه التطبيقات، داعيًا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء التشخيصات الرقمية غير الموثوقة، والالتزام بالرجوع إلى الأطباء والمؤسسات الطبية المعتمدة، حفاظًا على الصحة العامة وسلامة المرضى.

وحذر عبد الغفار، من الانسياق وراء ما وصفه بـ"إغراء التشخيص الأرخص والأسرع عبر المنصات الرقمية، خاصة في حالات الطوارئ والإصابات الحادة، خاصة أن الساعات الأولى للتعامل مع الحالة المرضية قد تكون حاسمة بين التعافي وحدوث مضاعفات خطيرة".

وشدد المسؤول المصري على أن "الذكاء الاصطناعي يظل أداة لجمع وتحليل المعلومات قد تصيب وقد تخطئ، وقد تنتج أحيانًا ما يعرف بالهلوسة الرقمية، الأمر الذي قد يفتح المجال لتوصيات دوائية أو استنتاجات طبية خاطئة تمثل خطرًا مباشرًا على صحة المواطنين"، وفي ذات الوقت فالتكنولوجيا، مهما بلغت درجة تطورها ودقتها، تعجز عن قراءة الأعراض المتداخلة والمعقدة التي لا يدركها إلا طبيب مُدرب يمتلك الخبرة والحدس الإكلينيكي، وفق تعبيره.

وأضاف أن "توفير تكلفة الكشف أو عناء التوجه إلى المستشفى، لا يمكن أن يعوض فقدان فرصة التدخل الطبي السليم في التوقيت المناسب".

تجارب ومخاطر

وقال مدير المركز المصري للحق في الدواء محمود فؤاد في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض مطروح عالميًا في إطار تجارب محدودة ومتقدمة، لكنه لم يُعتمد في أي دولة بشكل كامل كبديل للتشخيص الطبي البشري حتى الآن، وبالتالي فهذا الملف ما زال خاضعًا للاختبار وليس للإقرار النهائي.

وأوضح فؤاد أن "خطورة الأمر تكمن في طبيعة الفضاء الرقمي نفسه، الذي يضم مواقع مجهولة وأخرى مزيفة قد تقدم تشخيصات أو معلومات طبية غير موثقة، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لصحة المرضى"، لافتا إلى أن "المنظومات الصحية، لا سيما في دول مثل مصر، لا تزال تعتمد بشكل كامل على بروتوكولات طبية معتمدة لكل مرض، ولم يطرأ أي تغيير على ذلك حتى الآن".

وشدد على أن "أي انتقال جاد نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص يستلزم وجود إرشادات واضحة وأطر قانونية وتنظيمية دقيقة تصدرها وزارة الصحة، مع مراعاة الأبعاد المجتمعية والدينية"، معتبرا أن "البيئة الصحية الحالية في مصر لا تسمح بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي في الوقت الراهن، بالنظر إلى الحاجة لبنية صحية قوية وكوادر مدربة حتى يمكن الاعتماد عليه".

ومضى مدير المركز المصري للحق في الدواء، قائلًا: "التجارب العالمية نفسها لم تصل بعد إلى الاعتماد الكامل، وما يجري في بعض المستشفيات المصرية لا يزال في إطار نواة أولية للتقنيات الذكية دون الوصول إلى مرحلة التشخيص الطبي المعتمد حتى الآن".

استطلاع راى

هل تؤيد تقنين حضور المصورين للجنازات؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5780 جنيهًا
سعر الدولار 47.59 جنيهًا
سعر الريال 12.69 جنيهًا
Slider Image